مسلمون مبدعون - أبو عبد الله التميمي " الطب والصيدلة "





من هو أبو عبد الله التميمي؟
أبو عبد الله هو محمد بن أحمد بن سعيد التميمي.

في أي المجالات اشتهر؟يعد أبو عبد الله صاحب معرفة جيدة بالنبات وماهياته، كما كان متميزاً أيضاً في أعمال صناعة الطب (الصيدلة) والإطلاع على دقائقها، وله خبرة كبيرة في تركيب المعاجين والأدوية المفردة، واستقصى معرفة أدوية الترياق الكبير وتركيبه وركب منه كثيراً على أتم ما يكون من حسن الصنعة.


الإنجاز

أجمع الأطباء على أن التميمي هو من أكمل الترياق الكبير بما زاده فيه من المفردات، حيث كان له في الترياق عدة تصنيفات مابين كبير ومتوسط وصغير.

إنجازاته في بيت المقدس:
حين كان التميمي ببلده بيت المقدس اشتهر بإبداعه في صناعة الطب وأحكام التركيبات، حيث صنَّفَ وركَّب ترياقاً سمَّاه مخلص (النفوس) وقال فيه: "هذا ترياق ألفته بالقدس وأحكمت تركيبه، مختصرٌ نافع الفعل، دافعٌ لضرر السموم القاتلة المشروبة والمصبوبة في الأبدان بلسع ذوات السم من الأفاعي والثعابين وأنواع الحيات المهلكة السم، والعقارب والجرارات وغيرها، وذوات الأربع والأربعين رجلاً، ومن لدغ الرتيلاء والعظايات، مجربٌ ليس له مثل". ثم ساق مفرداته وصورة تركيبه في كتابه المسمى بمادة البقاء.
كما كان مغرماً بما يعالجه من المفردات والمركبات، فعمل عدة معاجين ولخالخ (مراهم) طبية ودخناً دافعة للوباء وسطَّر ذلك في مصنفاته.

إنجازاته في مصر:
أما حينما كان في مصر، أدرك الدولة العلوية عند دخولها إلى الديار المصرية وصحب الوزير يعقوب بن كلس وزير المعز والعزيز، وصنَّف له كتاباً كبيراً في عدة مجالات سمَّاه (مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء) وكل ذلك بالقاهرة المعزية.

كما صنَّف جوارشن وركَّبه وسماه: "مفتاح السرور من كل الهموم ومفرح النفس". وقال بأنه ألفه لبعض إخوانه بمصر، وذكر صورة تركيبه وأسماء مفرداته، غير أنه ركبه بمصر وسماه الفسطاط، وهذا مذكور في كتابه مادة البقاء.

مؤلفاته:
• رسالة إلى ابنه علي بن محمد في صنعة الترياق الكبير والتنبيه على ما يختلط فيه من أدويته، ونعت أشجاره الصحيحة وأوقات جمعها وكيفية عجنه وذكر منافعه وتجربته.
• كتاب في الترياق، وقد استوعب فيه تكميل أدويته وتحرير منافعه.
• كتاب مختصر في الترياق.
• كتاب في مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرر من ضرر الأوباء، صنفه للوزير أبي الفرج يعقوب بن كلس بمصر.
• مقالة في ماهية الرمد وأنواعه وأسبابه وعلاجه.
• كتاب الفاحص والإخبار.

خلفيته العلمية و العملية

أقام أبو عبد الله التميمي بدايةً بالقدس ونواحيها، فاجتمع  هناك بحكيم يقال له أنبا زخريا بن ثوابه، وكان هذا الحكيم مقيماً في القدس في المائة الرابعة من الهجرة، وصاحب نظر في أمر تركيب الأدوية، ويتكلم في العلوم الحكيمة والطب، فلما اجتمع به محمد التميمي لازمه وأخذ عنه فوائداً وجملاً كثيرة، وقد ذكر التميمي في كتابه "مادة البقاء" صفة سفوف الرجفان الحادث عن المرة السوداء المحترقة، وذكر أنه نقل ذلك عن أنبا بن زخريا.
وقال جمال الدين بن القفطي في كتاب "إخبار العلماء بأخبار الحكماء" إن التميمي محمد بن أحمد بن سعيد كان جده سعيد طبيباً، وصحب أحمد بن أبي يعقوب مولى ولد العباس... وكان لمُحَمَّد غرام وعناية تامة بتركيب الأدوية وحسن اختيار تأليفها، ودراية واسعة في هذا النوع من الأمور، واستغراق في طلب غوامضه..."بعدها، انتقل إلى الديار المصرية وأقام بها، فلقي الأطباء بمصر وناظرهم، واختلط بالأطباء القادمين من المغرب في صحبة المعز عند قدومه والمقيمين بمصر من أهلها.


وفاته:توفي في مصر سنة 380هـ.

المصادر:
السيد، عبد السلام.. (2007)  موسوعة علماء العرب. بيروت، لبنان : الأهلية للنشر والتوزيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق