مسلمون مبدعون - ابن أبي أصيبعه

.. ابن أبي أصيبعه
الطب

تاريخ الميلاد: 600 هـ
 
مقدمة

في أحد بيوت العلم والأدب عام 600 في دمشق، وفي بيئة كانت حافلةً بالتدريس والتطبيب والمعالجة، نشأ ابن أبي أصيبعه، وهوَ موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم، كُنِّيَ في بداياته بأبو العباس، إلا  أنه قد أطلق عليه فيما بعد لقبَ جدِّه ابن أبي أصيبعه السعدي الخزرجي..

أولُّ الطموح:
أخذ "أحمد" علم الطب عن والده "القاسم" الذي كان من أمهر الأطباء في دمشق، فعالجَ وطبَّبَ وبرزَ وأبدع.. إلا أنه رأى أن ما يحسنه والده لا يُشفِي غليله، فانصرف إلى تلقي العلوم التي تبحث في جميع أمراض العيون على يد من كان يحسنها.. فسافر إلى القاهرة، والتحق في البيمارستان النوري، وأخذ يعمل ليلاً ونهاراً لتحصيل العلم، فاشتهر بذكائه وحسن مداواته للمرضى.
صيتٌ من المجد:
انتبه الجميع لذكاء "أحمد" ومنهم الملك الناصر، فألحقه بخدمة الدولة، وهناك.. بلغت شهرته الآفاق، ووصلت إلى أسماع "عز الدين"، الذي كانَ في "صرفد" - إحدى مدن جبال حوران- فأرسل في طلبه، فرحل إليه وأعجبه مناخ "صرفد" فمكث فيها إلى أن توفي سنة ثمان وستين وستمائة للهجرة.
 
الإنجاز

"عيون الأنباء في طبقات الأطباء"

هذا هوَ عنوان الكتاب الذي ألفه واشتهر به ابن أبي أصيبعه، فلم يكن مجرد كتاباً عادياً بل كانَ تاريخياً توثيقياً للأطباء من عقودٍ وعصورٍ مختلفة، بدأ تأليفه في دمشق، عام 640 هـ برسمٍ من الوزير أبي الحسن أمين الدولة بن غزال ابن أبي سعيد السامري، وزير الملك الصالح بن الملك العادل، إلا أنه أعاد فيه النظر مرّات، وتتبعه بالزيادات والإصلاحات حتى وصل بتراجم من ذكرهم إلى سنة 667هـ، أي قبل وفاته بسنة واحدة. ولهذا كان بين النسخ اختلاف بيِّن، ولاسيما أن بعض تلامذة المؤلف أضافوا أشياء بعد وفاته على ما كان بين أيديهم من النسخ.

 قسَّم ابن أبي أصيبعة كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء، وفقاً للعناوين والأبواب التالية:
- في كيفية وجود صناعة الطب، وأول حدوثها. - في طبقات الأطباء الذين ظهرت لهم أجزاء من صناعة الطب، وكانوا المبتدئين بها. - في طبقات الأطباء اليونايين الذين هم من نسل اسقليبيوس.
- في طبقات الأطباء اليونانيين الذين أذاع أبقراط فيهم صناعة صناعة الطب.

- في طبقات الأطباء الذين كانوا منذ زمان جالينوس وقريباً منه.

-  في طيقات الأطباء الاسكندرانيين ومن كان في زمنهم من الأطباء النصارى وغيرهم.

- في طبقات الأطباء الذين كانوا في أول ظهور الإسلام من أطباء العرب.

- في طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في ابتداء دولة بني العباس.

- في طبقات الأطباء النقلة الذين نقلوا كتب الطب وغيره من اللسان اليوناني.

- في طبقات الأطباء العراقيين، وأطباء الجزيرة وديار بكر.

- في طبقات الأطباء الذين كانوا من الهند.

-  في طبقات الأطباء الذين ظهروا في بلاد المغرب وأقاموا بها.

-  في طبقات الأطباء المشهورين من أطباء ديار مصر.

-  في طبقات الأطباء المشهورين من أطباء الشام.
منهجه في التأليف، وفضلٌ فاقَ غيره!كانَ يعمد ابن أبي أصيبعه كمنهجٍ في التأليف إلى ذكر ترجمة الطبيب أولاً، ثم مؤلفاته، مُفَصِّلاً الكلام في أهمها، ثم يورِد نبذاً من أقواله وآرائه تحدد نظريته في الطب وأسلوبه في المعالجة. وهكذا حتى بلغَ أربعمائة ترجمة على مختلف عصور الطب، فيكون له بذلك "فضلٌ عظيم فاق به غيره"، كما قال "مايرهوف" في التاريخ الطبي والعلمي للقرون الوسطى في الشرق.
فضلاً على ذلك، أوصلَ لنا ابن أبي أصيبعه الطب الهندي واليوناني الذي لم يكن ليصل إلينا لولا كتابه، كما أمدَّنا بتفاصيل وافيه عن الحياة الاجتماعية والعلمية في العالم الإسلامي. لذا لا غرابة أن يصبح كتابه مصدراً بالغَ الأهمية في تاريخ الحركة الثقافية في الإسلام، وبالتالي في تاريخ الحضارة الإسلامية.


وآثارٌ أخرى، كانت ولم تصل!
يُستَشف من أقوال ابن أبي أصيبعه نفسه أنه ألف ثلاثةَ كتب أخرى، ولكنها –فيما يبدو- لم تصل إلينا، وهي:
 - "كتاب حكايات الأطباء في علاجات الإدواء".
 - "كتاب إصابات المنجمين".
 - وكتاب التجارب والفوائد".





المصدر : هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق